المؤهلات الاقتصادية 

تعتبر جهة درعة تافيلالت واحدة من الجهات البارزة في المغرب، حيث تتميز بمؤهلات اقتصادية متعددة ومتنوعة تضفي عليها طابعًا استثنائيا وتميزا اقتصاديًا فريدًا.
تحظى الجهة بمنتجات زراعية متميزة تعد ركيزة أساسية في الاقتصاد المحلي. فالتمور الفاخرة التي تنمو في واحاتها الخصبة تعتبر من أفضل أنواع التمور في العالم، وتحظى بطلب عالمي كبير. ولا ننسى تفاح ميدلت الشهيرة التي تعتبر مصدرًا أساسيًا للدخل في المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن زراعة الورد في قلعة مكونة تمنح الجهة مكانة مميزة في سوق الورود المحلي والعالمي.
ومع زيادة الاهتمام بالمنتجات الطبيعية والعضوية تشهد الجهة ازدهارًا في زراعة الزعفران والكمون والحناء واللوز والنباتات الطبية الأخرى. وتعتبر هذه المحاصيل المحلية مصدرًا مهمًا للدخل وتعزز الاستدامة البيئية في المنطقة
بجانب الفلاحة، تتميز جهة درعة تافيلالت بمواردها الطبيعية الهائلة، حيث تحتوي على واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم. إن مشروع نور ورزازات الضخم يعكس التزام الجهة بالاستدامة والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة. وهو يشكل ركيزة مهمة في توفير الكهرباء للمنطقة وتحسين البنية التحتية الاقتصادية.
ومن بين الثروات الطبيعية الهامة في الجهة تبرز مواردها المعدنية المتنوعة. فترية درعة تافيلالت تحتضن مجموعة واسعة من المعادن مثل الذهب والنحاس والبارية والفضة والمنغنيز والكوبالت وغيرها. يستغل تعدين هذه الموارد المعدنية لتعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل للسكان المحليين.
وليس الاقتصاد الحقلي وحده هو الذي يميز جهة درعة تافيلالت، فهي تتمنع أيضا بإمكانات سياحية هائلة، يجتمع فيها التنوع الطبيعي مع التراث الالثقافي والتاريخي لتشكل وجهة سياحية فريدة. تعد الجهة مقصدا مثاليا المحبي الطبيعة، حيث تضم مناظر طبيعية رائعة مثل جبال الأطلس والصحاري الشاسعة وواحات النخيل الخلابة. كما تتميز بالعديد من المواقع الأثرية والقلاع التاريخية التي تروي قصصًا قديمة وتجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم
ومن باب التنوع الاقتصادي، لا يمكننا تجاهل الدور المهم الذي تلعبه الصناعة الثقافية في الجهة. فصناعة السينما أصبحت جزءًا محوريًا في الاقتصاد المحلي. حيث تعمل على توفير فرص العمل وتعزيز الخدمات المرتبطة بها مثل الهامة والتموين والنقل. وتحظى الأفلام التي تم تصويرها في جهة درعة تافيلالت بشهرة واسعة وتعرض للعديد من الجوائز العالمية.
في الختام تتمتع جهة درعة تافيلالت بمؤهلات اقتصادية متعددة ومتنوعة تجعلها واحدة من أبرز الجهات الاقتصادية في المغرب. إن الفلاحة والطاقة المستدامة واستغلال المعادن والسياحة والصناعة الثقافية تشكل أركانا أساسية في تطورها الاقتصادي. ومن خلال استثمار هذه الموارد والاستفادة الأمثل من إمكاناتها، تصبح جهة درعة تافيلالت محطة اقتصادية مزدهرة ووجهة سياحية مغرية للعالم أجمع.