تنظم وزارة الثقافة المغربية بتعاون وتنسيق مع الجماعة القروية بعين اللوح وجمعية تيمات لفنون الأطلس في صيف كل سنة المهرجان الوطني لأحيدوس، وهو واحد من أهم الفعاليات الثقافية التي تُعقد في المغرب. يُعد هذا المهرجان مناسبة فريدة للاحتفاء بالتراث الأمازيغي الغني والمتنوع، حيث يجمع عشاق الفنون الشعبية والموسيقى والرقص من مختلف أنحاء البلاد والعالم.

تُقام فعاليات المهرجان الوطني لأحيدوس في جو مليء بالبهجة والفرح، حيث يتوافد الزوار للاستمتاع بالعروض الفنية المميزة التي يقدمها الفرق المحلية والوطنية. يشمل البرنامج مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تبرز الفن الأمازيغي التقليدي، من بينها العروض الموسيقية، والرقصات الشعبية، والمسابقات، والمعارض الحرفية. هذه الفعاليات تعكس الروح الأصيلة للثقافة الأمازيغية وتساهم في الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة.

أحيدوس هو نوع من الرقص والغناء الجماعي الذي يمارسه الأمازيغ في منطقة الأطلس، ويتميز بإيقاعاته الحيوية وحركاته المتناغمة التي تؤدى بتناسق رائع. يجتمع الرجال والنساء في دوائر، ويرددون الأهازيج الشعبية التي تمجد الحياة اليومية والطبيعة والعادات والتقاليد. يُعتبر أحيدوس أكثر من مجرد فن شعبي، بل هو تعبير عن الهوية الأمازيغية وروح المجتمع.

خلال أيام المهرجان، تتحول عين اللوح إلى مركز جذب ثقافي وسياحي، حيث يزور المدينة آلاف الزوار للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية والمشاركة في الأنشطة المتنوعة. إلى جانب العروض الفنية، يمكن للزوار استكشاف الأسواق التقليدية التي تعرض المنتجات الحرفية المحلية مثل الزرابي والمجوهرات التقليدية والأزياء الأمازيغية.

تُعد المعارض الفنية جزءاً مهماً من المهرجان، حيث يتم عرض أعمال الفنانين المحليين والحرفيين الذين يبدعون في مجالات متعددة. تُعطي هذه المعارض فرصة للزوار للتعرف على الفنون التقليدية والحرف اليدوية التي تشتهر بها منطقة الأطلس. بالإضافة إلى ذلك، يتم تنظيم ورش عمل تهدف إلى تعليم الزوار بعض المهارات الحرفية والفنية، مما يتيح لهم تجربة عملية ممتعة وفريدة.